مركز المنيع الإسلامي يحقق أمنية الأمير الزاهد
.
مركز المنيع الإسلامي ، من المراكز الصغيرة والجميلة والهامة أيضاً ، وهو يقع على الشارع العام في قرية ( بوديا ) الواقعة بين مدينتي دنكوا وبوغوصو في المنطقة الغربية من دولة غانا ، وهي من المناطق التي يتم فيها تنقيب الذهب ؛ مما أدى إلى زيادة حجم السكان وكثافتهم هناك .
وعلى الرغم من استراتيجية الموقع وشدة حاجته لمشروع إسلامي إلا أن الأهالي لم يجدوا متبرعا يعينهم على بنائه ، ولذا استسلموا وبنوا فيه من الطين مسجدا صغيراً حسب إمكانياتهم ، وظلوا كذلك حتى مر بهم قدراً الأمين العام للمؤسسة وهو في طريق سفر ووقف للصلاة بالمسجد ، ورأى مدى حاجتهم وأهمية موقعهم فاعتمد لهم بناء مشروع كبير يناسب عددهم الحالي ويغطي حاجتهم مستقبلا ، وذلك من فضل الله عليه دون عناء ، ولعل الله إطلع على صدق نياتهم ؛ فكان هذا المشروع المبارك ( مركز المنيع الإسلامي ) ، وهو عبارة عن جامع 17*18متر ، وفصلان دراسيان لتحفيظ القرآن وتعليم النساء كل فصل منها بمساحة8*8م ، وكل ذلك الخير بتبرع سخي من الوالدة الكريمة / أم صالح المنيع ( من أهالي عيون الجواء بمنطقة القصيم ) بنى الله لها ولوالديها بيتا في الجنة ، ورفع درجتها في عليين ، وقد وصلنا تبرعها عن طريق الشيخ/ عبدالله المنيع ، ومناولة الشيخ د.عبدالله المرزوق وفقهما الله تعالى وتقبل منا ومنهم .
والجدير بالذكر أن أمير الحي عجوز كبير ومسلم زاهد اسمه عبدالملك ، وبيته من طين ، وحينما جائه وفد المؤسسة ليبشروه بالمشروع ؛ تأثر ونزلت دموعه وقال : كنت أدعو الله دائماً ألا أموت حتى أرى هذا الجامع وقد بني لله على أكمل وجه ، وكان عندي قليل من المال يعمر لي بيتاً بدلاً من هذا البيت الذي ترون ، ولكنني استحييت من الله أن أبني لي بيتاً أحسن من بيته وأجمل ، فقلت أنتظر حتى يرزقنا الله من يبني لنا بيت الله أولاً أو ألقى الله وأنا على ذلك ، ثم بدأت أسعى هنا وهناك منذ سنوات لأبحث عمن يعمر لنا بيت الله ولم يتيسر لي ذلك ، وهاأنتم الآن تبشرونني بما كنت أحلم به دون عناء مني ، فلله الحمد والمنة ..!
ومن خيرات هذا المشروع على أهل قرية بوديا أن رزقهم الله أيضاً من يحفر لهم بئراً أرتوازياً بتبرع من فاعلات خير من بلاد الحرمين (حرسها الله ) بواسطة الأخت المباركة / أم أنس ، وسميناه بئر الخير الإرتوازي(2) ، وهو سيجعل الموقع أكثر حيوية ، وينفع الله به سكان الحي ورواد المركز من مصلين ومتعلمين .
وقد بدء العمل في هذا المركز المبارك مع بداية هذا العام1437هـ ، وتم افتتاحه يوم الأحد 3/جمادى الثاني / 1437هـ الموافق 13/مارس/2016م على شرف الأمين العام للمؤسسة الشيخ/ علي بن صالح العايد وفقه الله .
وقد حضر الحفل خلق كثير من الأمراء والمشايخ والأعيان والأهالي ، وعلى رأسهم أمير الحي وأمير بوديا وعضو البرلمان فيها ورئيس البلدية وخلق كثير ، وقد تخلل الحفل الكثير من الكلمات ومنها كلمة الشيخ / موسى حيث قال : حب الخير للغير ساق لنا إخوتنا العرب من بلاد الحرمين حفظها الله فبنوا لنا هذا المركز الجميل الذي لم نكن نحلم به ؛ حيث كان جامعنا قديم وضيق ولا يسعنا ، وكنا نصلي في المطر والشمس ، وحقيقة من شدة الفرح لاأستطيع أن أتكلم وأعبر ولكن أسأل الله الذي جمعنا بإخوننا في الدنيا أن يجمعنا بهم وبالمتبرعة في الجنة .. ثم تكلم رئيس البلدية وقال : مع أنني لست مسلم لكننا لبست اليوم لباسهم إعرباً عن فرحتي معهم ، وسروري بهذا المشروع ، وحقيقة ما من أحد يمر من عنده إلا ويفرح به ووبنائه الجميل ، وما معه من مرافق هامة .. ثم تكلم أمير بوديا وقال : أباؤنا السابقون لم يروا هذا الخير ولم يحلموا به ، فلكم مني الشكر وأنا مستعد لمنحكم أي قطعة أرض تحتاجونها لأي مشروع ينفع هذا البلدة وأهلها ، وأتمنى لكم سفراً سعيداً ، وللسعودية دوام الأمن والإستقرار ، ثم ختم كلمته بالتكبير رغم كونه غير مسلم ولكن ليعبر عن مشاركته وفرحته ( نسأل الله أن يفتح على قلبه ) .
ثم في الختام قام الأمير الزاهد ( أمير الحي ) وأعرب عن سروره أن مد الله في عمره حتى رأي بيت الله وقد عمر بهذا الشكل الجميل ، وهذه كانت أعظم أمانيه التي دعى الله من أجلها طوال هذه السنين ، ثم ختم كلمته بالدعاء للمتبرعة ولكل من كان سبباً في حقق أمنيته ، ثم قام بإحتضان الأمين العام وهو في غاية التأثر ودموعه تتساقط ..!
ثم بعد ذلك توجه الجميع لافتتاح الفصول ثم البئر ثم الجامع وأصوات التكبير ترافقهم خطوة خطوة ، حتى أدوا صلاة الظهر جماعة وانصرفوا وقد فرح الجميع بهذا اليوم السعيد ، ودعوا الله تعالى أن يثيب المتبرعة والوسطاء خيراً ، وان يبني لهم بيوتا في الجنة .
وفي الختام نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل ، وأن يجعلنا جميعاً من المقبولين والمباركين ، ونترككم مع صور المشروع في جميع مراحله لتنقل لكم الحدث كأنكم هناك ، ونأمل أن تحوز على إعجابكم وبالله التوفيق ، ونبدأها بمقاطع حية من حفل الافتتاح .
مع تحيات إخوانكم في إعلام مؤسسة اقرأ ؛ نافذتكم إلى غرب أفريقيا ويدكم الأمينة ،،
التعليقات
سبحان الله ، ما أجمل الصدق مع الله..!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
ماشاء الله تبارك الله