بئر الشريكان يجمع الزوجان اللذان ودعا الدنيا معاً ، سقاهما الله من الكوثر
.
في مساء أول ثلاثاء من هذا العام1437هـ، ودع الدنيا المعلم الفاضل/ علي بن صالح المعثم ، مع زوجته المربية الفاضلة / فاطمة الخليوي رحمهما الله تعالى ؛ حيث حصل لهما حادث مروري انتقلا فيه معاً إلى ربهما عزوجل ، وكان لهذا الحدث أثر بليغ في نفوس ذويهما ومحبيهما ، وسعى كل محب لهما في بذل ما يستطيع من إحسان لهما ، يصلهما بعد موتهما ، ونتج عن ذلك عدة مشاريع كصدقة جارية لهما ، ومن ذلك ما ورد في تقرير (علي المعثم وزوجته يسقيان أهالي كوبرنيو ويتسببان بإسلام327شخصاً منهم أربعة أمراء ، على هذا الرابط ) والذي لقي قبولاً كبيراً واستحساناً من الجميع ؛ ثم جاء هذا المشروع الهام وقفاً لهما من عائلة الأستاذ علي رحمه الله ، بواسطة الأخ / صالح المعثم وفقه الله ، وهو عبارة عن حفر بئر إرتوازي متكامل ببرج وخزان ومنصات سقي للواقف وللجالس ، مع تمديدات متكاملة لسقي الإنسان والحيوان ، ولا شك أن أفضل الصدقة ( سقي الماء ) كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الكريمة .
وحينما استلمنا المبلغ بدأنا في البحث عن الموقع الأكثر حاجة في مناطق عملنا غرب أفريقيا ؛ حتى يعظم الأجر للمتبرع والمتبرع له ؛ وبتوفيق الله وجدنا طلباً لمعهد قرآن تحت الإنشاء في دولة بوركينا فاسو ، يقع في منطقة تعاني كلها من شح الماء وغلائه ؛ حيث يشترونه ممن يجلبه لهم من مواقع بعيدة عبر عربات الحمير وصناديق الدراجات النارية كما ستشاهدون في الصور .
وحينما اعتمدناه لهم ووصلت أول سيارة حفر للقرية فرح الناس وكبروا حتى قال أحد كبار السن من شدة فرحه ( لو كانت الجنة تُدخل قبل الآخرة ؛ لسألت الله أن يدخلها المتبرع الآن الآن ) ؛ ثم بدأنا الحفر ولكن ولصعوبة الأرض وجدنا ماءاً عميقاً وقليلاً لايكفي ؛ فحزن الناس ، ووعدناهم بشركة أخرى أقوى تستطيع النزول لعمق أكثر ، وفعلاً جاءت الشركة الثانية وبدأت الحفر في موقع آخر قريب من الموقع الأول ، حتى فتح الله عليهم ووجدوا ماءاً عذباً وغزيراً في عمق قارب على 125متر ، ولله الحمد والمنة .
ونظراً لشدة حاجة الناس للماء كنا نعبء لهم بركة يردونها إلى أن ينتهي المشروع ، وبفضل الله إكتمل البناء وتم افتتاح البئر في أول يوم من رمضان ليشرب منه الجميع في فطورهم وسحورهم ؛ فيزداد ويعظم أجر الشريكان علي وفاطمة رحمهما الله تعالى .
وختاماً ، لا نملك مع تحقق هذا الخير العظيم إلا أن ندعوا للمتبرعين والمتبرع لهما وكل من شارك في هذا الخير دعماً وتنفيذاَ وإشرافاً ؛ بالقبول والرفعة والخلف الحسن ، وأن يسقيهم الله جميعاً من ماء الكوثر ، بيد المصطفى صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة لايضمئون بعدها أبدا ، وختاما لعلنا أن نترككم مع صور المشروع في جميع مراحله حتى لا نطيل عليكم ، ونأمل أن تحوز على إعجابكم ورضاكم ، وبالله التوفيق .
مع تحيات إخوانكم في إعلام مؤسسة اقرأ ، نافذتكم إلى غرب أفريقيا ويدكم الأمينة ،،،
التعليقات
ما شاءالله تبارك الله الحمد لله رب العالمين بارك في الجهود وجزى المحسنين خيرا
ماشاء الله..هذه والله الغبطة ..جزاكم الله خيرًا أيها القائمون على هذه المؤسسة الخيرة وبارك في جهودكم ونفع بها الإسلام والمسلمين وجعلها رفعًة لكم في الدارين . وغفر للمتوفين وج
عل ماقدم لهم في موازين حسناتهم جميعًا .